بلاغة العدول في البنية التركيبية في سورة الملك

الملخص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن
 والاه.
وبعد: يهدف هذا البحث إلى الكشف عن فنون البلاغة في البنية التركيبية في سورة
الملك من خلال واحدٍ من أهم مصطلحات اللغة الأدبية ألا وهو (العدول) الذي نال
حظا من الاهتمام في الدراسات البلاغية والأسلوبية الحديثة سواءً في لفظ العدول أم في
مرادفاته، مثل الاتزياح والانحراف وغيرها.
ولم يكن هذا المصطلح غائبًا في تراثنا النقدي والبلاغي، بل تهادته مراجع اللغة والنقد
والبلاغة مصطلحًا فنيا يتوقف عليه إبراز الجوانب الجمالية والفنية.
 وكان مجال التطبيق لإبراز جماليات مصطلح العدول هو سورة الملك في بنيتها
               التركيبية (علم المعاني).
وسبب اختيار هذه السورة هو أن أية سورة في القرآن الكريم أو جزءًا منها يعد مجالاً
للدراسة ما لم يكن قد سبق دراسته. ومازال القرآن الكريم يمد الباحثين بدرره وسيظل أبدًا
نبعًا ثرًا لا ينقطع مجراه.
ومما شدني إلى دراستها بروز بعض الظواهر البلاغية والأسلوبية فيها مثل أساليب
الاستفهام والالتفات والإظهار في موضع الإضمار وغيرها.
وعلى ذلك فقد جاء هذا البحث في تمهيد وستة مباحث:
التمهيد: ويتحدث عن معنى العدول في اللغة والاصطلاح.
المبحث الأول: ويتناول مفهوم العدول عند القدماء والمعاصرين، ويتفرع إلى مطلبين:
أ . مفهوم العدول عند القدماء.

ب . مفهوم العدول عند المعاصرين.
المبحث الثاني: ظواهر العدول في التقدسم والتأخير.
 المبحث الثالث: العدول في الأساليب الخبرية والإنشائية.
 المبحث الرابع: العدول في ظاهرة الالتفات.
المبحث الخامس: العدول في إيجاز الحذف.
المبحث السادس: العدول في أسلوب القصر.
 وينطلق هذا البحث من منظور البلاغة العربية الحديثة التي لا تنحصر في معيارية
القدماء، ولا تنفتح إلى حد القطيعة مع البلاغة العربية التقليدية.
واستقر البحث على أن(العدول) بما له من قيم جمالية معني بالبيان العربي في لفتاته
البيانية والأسلوبية، وهو ما امتاز به الأسلوب القرآني في سورة الملك من عدول
وانزياحات في أساليبها المتنوعة ومفاجآت أدهشت المخاطبين على مختلف مشاربهم.