أثر القراءات القرآنية في بيان غريب الحديث لأبي إسحاق إبراهيم الحربي (ت285هـ)

الملخص

عني هذا البحث ببيان أثر القراءات القرآنية في كتاب غريب الحديث لأحد أعلام القرن الثالث الهجري الموصوفين بالإمامة في العلم، ألا وهو أبو إسحاق إبراهيم الحربي، عن طريق تتبُّع تلك القراءات وجمعها وتمييز متواترها من شاذِّها ونسبة كلِّ قراءة إلى صاحبها، ثم التعليقِ على توجيه أبي إسحاق لها فيما وجَّهه منها بما يفصِّل ما أجمله، أو يوجِّه ما لم يوجِّهه مع مقارنة ذلك بأقوال العلماء. وكان من أبرز النتائج التي خلص إليها الباحث أنَّ المؤلَّفات في علم غريب الحديث تعدُّ مظهرًا من مظاهر العلاقة الراسخة بين القراءات والعربية، لما هو متقرِّرٌ من أن تأليف معجمات العربية ابتدأ بالتأليف في غريب القرآن ثم غريب الحديث. ومنها أن القراءات الواردة في كتاب غريب الحديث لأبي إسحاق الحربي بلغت سبعة وعشرين موضعًا، منها المتواتر ومنها الشاذ. ومنها أنَّ القراءات الواردة في الكتاب لم تكن على درجة واحدة من حيث النسبة إلى من قرأ بها، فقد نسب أبو إسحاق الحربي بعض القراءات لمن قرأ بها، وأغفل النسبة في بعضها. ومنها أن توجيه القراءات كان ظاهرًا في كلام العلماء منذ وقت مبكر من تاريخ التأليف في العلوم الإسلامية، وإن لم يفردوه بالتأليف إلا بعد المئة الثالثة تقريبًا.