خصائص مقاصد الشريعة الخاصة وأثرها في تغير مدلول خطاب الشارع

(خاصية المعيارية أنموذجاً)

الملخص

يسعى البحث إلى بيان خصائص مقاصد الشريعة الخاصة، وبالأخص خاصية
المعيارية، وأهمية إعادة النظر في استثمار مقاصد الشريعة، واستنباط الأحكام من
المقاصد الكلية بدلا من العلل الجزئية؛ إذ تعد مقاصد الشريعة البوابة الفسيحة للتّدليل
على سعة الشريعة الإسلامية وثباتها، فهي الميدان التفاعلي المثمر بين النّصوص
الشرعية والواقع المتجدّد، من خلال اتباع المنهج الاستقرائي والتحليلي في استقراء
الأدلة والنصوص وآراء الفقهاء والأصوليين، وبيان خصائص المقاصد الشرعية العامة
والخاصة وأحكامها، التي تعد إحدى المعطيات التي يستند إليها العلماء في التوصل
إلى تنزيل الأحكام على الوقائع والحوادث.
    واقتضى النظر المنهجي تقسيم البحث إلى مقدمة تمهيدية، ومبحثين، يقدم أولهما
خصائص مقاصد الشريعة العامة والخاصة، ويوضح المبحث الثاني خاصية المعيارية في
مقاصد الشريعة، وأثرها في تغير مدلول خطاب الشارع مع طرح نماذج من التطبيقات
الفقهية، وخاتمة تضمنت أهم ما توصلت إليه هذه الدراسة، من بيان أن المقصود
بمعيارية مقاصد الشريعة هي المقاييس والضوابط التي تقوم بالتوجيه والإرشاد عند
الترجيح بين كليات المقاصد، وتحدد الأسس التي يتم بها ترتيب الأولويات، والتي
 بدورها تعين المجتهد على معرفة الحكم الشرعي، وتنزيله على الواقع، وفق مقصد
 الشارع، كما أن لمقاصد الشريعة خصائص خاصة، هي: الثبات، والمعيارية، والتطبيق،
 وهي ضوابط لفهم مدلول خطاب الشارع. فمن خلال النظر المقاصدي، والاستقراء
 في النصوص الشرعية، والربط بين المعاني والحكم والأحكام الشرعية، يمكن تنزيل
الأحكام وتحقيق مناطها، وإقامة المقصد العام للتشريع وهو صلاح الخلق في الحال
والمآل، واستجلاب المصالح الضرورية والحاجية والتحسينية للعباد.